كان فرعون ملكا ظالما يدعى الالوهيه حتى اذا كان يوم النيروز وقد وفى النيل اجله وبلغ نهايته امر ان ينادوا فى الناس : ان فرعون قد وفى لكم نيلكم فاسجدوا له
وفى بعض السنين قصر النيل عن وفائه
فاجتمع الناس الى فرعون وقالوا له: قد هلكنا وهلكت دوابنا وأولادنا فان كنت الهنا فاوف لنا نيلنا
فقال لكم ذلك
وامر الا يتبعه احد
وذهب الى خربه فى جزيره كانت تعرف بالمقياس ودخل الخربه ونزع ثياب المالك والتاج ولبس خشن الثياب واخذ يبكى ثم سجد لله تعالى وهو يقول:" الهى وسيدى اعلم انك اله السماوات والارض واله الاولين ولاخرين ولكن غلبت على شقوتى وزدت فى عصيانى وطغيانى وانت الهى وانا عبدك وقد حكمت على بما حكمت فلا تفضحنى بين قومى وانت اكرم الاكرمين "
فما استتم كلامه حتى فاض النيل
ثم عاد الى كفره وطغيانه ثانيا لعنه الله
هذا هو حال عدو الله وقد اخلص لله طرفة عين فأعطاه ما طلب ولم يفضحه بين قومه
فما بالكم بمن اخلص لله عمره كله ولم يفطر
هذا زمان الصلح ما اقعدك عن باب الخيـر قد عـودك
فإن محوت اليوم ما أسطرت أيدى خطاياك فما أسعدك